أنت هنا

معلُوماتٌ مهمَّة حولَ الخيارات العلاجيَّة لعدوى فيروس كُورونا الـمُستجدّ (كوفيد 2019)

معلُوماتٌ مهمَّة حولَ الخيارات العلاجيَّة لعدوى فيروس كُورونا الـمُستجدّ (كوفيد 2019)

لا تُوجَد حتَّى الآن أدويةٌ نوعيَّة حصلت على مُوافقةٍ من هيئة الغذاء والدَّواء الأمريكيَّة لـمُعالَجة مرضى فيروس كُورونا الـمُستجدّ (كوفيد 2019) COVID-19. ولذلك، تنطوي التدابيرُ السريريَّة الحاليَّة على الوقايَة من العدوى، وعلى إجراءات الـمكافحة والرِّعاية الدَّاعِمَة، مثل إعطاء الأكسجين ودعم التنفُّس بجهاز التهوية (الـمُنفِّسة) عندَ الحاجة. لكن، هناك مجموعةٌ من الأدوية التي نالت الـمُوافقةَ على دواعٍ أخرى للاستعمال، بالإضافة إلى عدَّة أدويةٍ خاضعة للاستقصاء، تُدْرَس الآن ضمن عددٍ من التَّجارب السريريَّة فـي مُختلف أنحاء العالم.

إنَّ الغرضَ من هذه الـمقالة هُوَ تقديم معلوماتٍ عن دواءين حصلا على مُوافقةٍ من هيئة الغذاء والدَّواء الأمريكيَّة هما الكلُوروكين chloroquine وهيدروكسي الكلُوروكين hydroxychloroquine، وعن واحِدٍ من العوامل التجريبيَّة (رِيمدِسيفير remdesivir) التي تُستخدَم حاليًا فـي الولايات المتَّحدة.

الرِّيمدِسيفير Remdesivir

الرِّيمدِسيفير دواءٌ تجريبيّ يُعطَى عن طريق الوريد، وله فعَّاليةٌ واسعة مُضادَّة للفيروسات، وهُوَ يُثبِّطُ تضاعُفَ الفيروسات من خِلال القضاء الـمُبكِّر على انتِسَاخ الحمض النووي الرّيبي RNA، كما أنَّ له نشاطًا فـي الـمُختَبر مضادًّا لفيروس كورونا 2 الـمُسبِّب للمتلازمة التنفسيَّة الحادَّة الشديدة SARS-CoV-2 (كوفيد19)، وفعَّاليةً مضادَّة لفيروسات كورونا بيتا betacoronaviruses فـي الـمختبر وفـي الجسم الحيّ.

فـي الوقت الحالي، هناك حالاتٌ يُعطَى فيها رِيمدِسيفير لـمُعالَجة مرضى الـمستشفيات الـمصابين بفيروس كُورونا الـمُستجدّ (كوفيد 2019) والالتهاب الرئويّ، فـي الولايات الـمتَّحدة وبلدان أخرى:

- وجود إصابة بالالتهاب الرئويّ مع نقص فـي التأكسُج hypoxia عندَ الـمرضى بعمر 18 سنة وما فوق (عدا الـمَريضات الحوامِل)، أي حينما يكون التشبُّعُ بالأكسجين 94 فـي الـمائة أو أقلّ فـي ظروف التنفُّس الطبيعي (دون مساعدة) أو عندما يحتاج الـمريضُ إلى الدعم بالأكسجين أو التهوية الـميكانيكيَّة. كما يُشترَط أن تكونَ إنزيماتُ الكبد أقلَّ من 5 أضعاف الحدِّ الطبيعي، وألَّا يكونَ الشخصُ مصابًا بداءٍ كلوي مزمن شديد من الـمرحلة الرابعة أو يحتاج إلى الغسل الكلوي.

- الـمرضى بعمر 18 سنة وما فوق ولديهم أدلَّةٌ على الـمرض (فـي الصور الشُعاعيَّة للصدر) ونقص فـي التشبُّعُ بالأكسجين حتى 94 فـي الـمائة أو أقلّ فـي ظروف التنفُّس الطبيعي دون مساعدة (ممَّا يشير إلى مرضٍ شديد)، أو لديهم مرض متوسِّط (التشبُّعُ بالأكسجين أكثر من 94 فـي الـمائة). ويُستبعَد من ذلك الـمرضى الذين تكون إنزيماتُ الكبد لديهم أكثر من 5 أضعاف الحدِّ الطبيعي أو الذين يعانون من داءٍ كلوي مزمن شديد.

·             وأخيرًا، فـي الـمناطق التي لم تُجْرَ فيها تجاربُ إكلينيكية أو سريريَّة، يُستخدَم ريمديسيفير على أساسٍ رحيم غير مُنضبِط فـي الحالاتِ الشَّديدة من قَبيل الـمُوازنة بين الـمَخاطر والـمَنافِع.

الكلُوروكين chloroquine وهيدروكسي الكلُوروكين hydroxychloroquine

الكلُوروكين chloroquine وهيدروكسي الكلُوروكين hydroxychloroquine هُما من الأدوية التي تُوصَف وتُؤخَذ عن طريقِ الفم لـمُعالَجة الملاريا وبعض الحالاتِ الالتهابيَّة. لقد استُعمَلَ الكلُوروكين لـمعالَجة الـملاريا والوقاية الكيميائيَّة  chemoprophylaxis منها؛ بينما استُعمَلَ هيدروكسي الكلُوروكين لـمُعالَجة التهاب الـمفاصل الرُّوماتويديّ rheumatoid arthritis والذِّئْبة الحُماميَّة الجهازيَّة systemic lupus erythematosus والبرفيريَّة الجلديَّة الآجلة porphyria cutanea tarda. وقد أظهر كلٌ من الكلُوروكين وهيدروكسي الكلُوروكين نشاطًا فـي الـمختبر مضادًّا لفيروس كورونا  الـمُسبِّب للمتلازمة التنفسيَّة الحادَّة الشديدة  SARS-CoV وفيروس كورونا الـمستجدّ SARS-CoV-2 وأنواع أخرى من فيروسات كورونا (الفيروسات الـمُكلَّلة)، ولكن أظهر هيدروكسي الكلُوروكين فاعليةً أعلى نسبيًا تجاه فيروس كورونا الـمستجدّ (كوفيد 19). وأفادَت دراسةٌ فـي الصِّين أنَّ الـمعالجةَ بالكلُوروكين لدى مرضى فيروس كُورونا الـمُستجدّ (كوفيد 2019) كانت ذات تأثيرٍ سَريري وفيروسيّ مفيد فـي مُقابل مجموعة الـمُقارنة؛ ولذلك، جرت إضافةُ الكلُوروكين كمُضادّ للفيروسات موصى به لـمُعالجة مرضى فيروس كُورونا الـمُستجدّ (كوفيد 2019) فـي الصين. واستِنادًا إلى بياناتٍ محدودة فـي الـمختبر وأخرى سرديَّة (خبرات طبِّية فرديَّة)، يُنصَح حاليًا باستعمال الكلُوروكين أو هيدروكسي الكلُوروكين لـمُعالجة مرضى الـمستشفيات الـمصابين بفيروس كُورونا الـمُستجدّ (كوفيد 2019) فـي العديد من البلدان.

ويُعرَف الكلُوروكين وهيدروكسي الكلُوروكين بأنَّهما دواءان آمنان، غيرَ أنَّه تتركَّز الـمخاوفُ الرئيسية لهما على السمِّية القلبيَّة (مُتلازمة تطاوُل القطعة كيُو تـي prolonged QT syndrome على مخطَّط كهربيَّة القلب ECG) عندَ استعمالهما لفترةٍ طويلةٍ لدى الـمرضى الذين لديهم خللٌ وظيفي فـي الكبد أو الكُلَى أو تثبيط أو ضعف مناعيّ immunosuppression، ولكن تفيد التقاريرُ بأنَّ تَحمُّلَهما جيِّدٌ عندَ مرضى فيروس كُورونا الـمُستجدّ (كوفيد 2019).

ولكن، نظرًا إلى الفعَّالية الأعلى لهيدروكسي الكلُوروكين فـي الـمختبر ضدّ فيروس كوفيد 2019، وتوفرُّه بشكلٍ أكثر فـي الولايات الـمتَّحدة مثلًا، مُقارنةً بالكلُوروكين، يُعطَى لـمرضى الـمستشفيات الـمصابين بهذا الفيروس على أسسٍ غير مضبوطة فـي بلدانٍ متعدِّدةٍ ومن ضمنها الولاياتُ الـمتَّحدة. وقد أشارت دراسةٌ صغيرة إلى أنَّ استعمالَ هيدروكسي الكلُوروكين وحدَه، أو ضمن توليفةٍ مع الأزيثرُومَيسين azithromycin (مضادّ حيويّ)، قد قلَّل من وجود الحمض النووي الريبي لفيروس كوفيد 19 فـي عيِّناتٍ مأخوذة من الـمسالك التنفُّسية العلويَّة، وذلك مُقارنةً بمجموعةٍ شاهدة غير مُخْتارة عشوائيًا، ولكنَّ الدراسةَ لم تقيِّم الفائدةَ السريرية لهذه التوليفة الدوائيَّة. يترافق هيدروكسي الكلُوروكين والأزيثرُومَيسين بمتلازمة تطاوُل القطعة كيُو تـي على مخطَّط كهربيَّة القلب، ولذلك يُنصَح بالحذر عندَ استعمالهما لدى الـمصابين بمشاكل طبِّية مُزمِنة (مثل الفشل الكلويّ والداء الكبدي) أو الذين يتلقَّون أدويةً قَد تتداخلُ وتُسبِّب اضطراباتٍ في نَظْم القلب arrhythmias.

يخضع هيدروكسي الكلُوروكين حاليًا لتجاربَ سريريةٍ تدور حولَ الوقاية قبلَ التعرُّض لعدوى فيروس كوفيد 19 أو بعدَه، ومُعالجة الـمرضى الذين لديهم عدوى خفيفة ومتوسِّطة وشديدة. وتعمل مراكزُ الأبحاث فـي الولايات الـمتَّحدة حاليًا على إجراء العديدِ من التجارب السريريَّة على هيدروكسي الكلُوروكين كوقايةٍ أو معالجة لعدوى فيروس كوفيد 19.

لا تتوفَّر فـي الوقتِ الراهن مُعْطَياتٌ من التجارب السريرية ذات العيِّنات العشوائية حولَ تعليمات الاستعمال أو الجرعات أو فترة الـمعالجة بدواء الهيدروكسي كلُوروكين كوقاية أو معالجة لعدوى فيروس كوفيد 19. ولكن، رغم أنَّ الجرعاتِ الـمثلى وفترة استعمال دواء هيدروكسي الكلُوروكين لـمُعالَجة عدوى فيروس كُورونا المُستجدّ (كوفيد 2019) غيرُ معروفتين، إلَّا أنَّ بعضَ الأطباء فـي الولايات الـمتَّحدة يشيرون بطريقةٍ سرديَّةٍ (خبرة سريريَّة) عن جُرعاتٍ مختلفة لهذا الدواء، مثل الآتـي:

· 400 ملغ مرَّتين يوميًا فـي اليوم الأوَّل، ثُمَّ مرَّة يوميًا لخمسة أيَّام.

· 400 ملغ مرَّتين يوميًا فـي اليوم الأوَّل، ثمَّ 200 ملغ مرَّتين فـي اليوم لأربعة أيَّام.

· 600 ملغ مرَّتين يوميًا فـي اليوم الأوَّل، ثمَّ 400 ملغ يوميًا من اليوم الثانـي إلى اليوم الخامس.

أدوية أخرى

لم يُظهِر اللُّوبينافير مع الرِّيتونافير Lopinavir-ritonavir أملًا فـي مُعالجة مرضى الـمستشفيات الـمصابين بفيروس كُورونا الـمُستجدّ (كوفيد 2019) ولديهم التهابٌ رئويّ، حسب تجربةٍ سريرية حديثة فـي الصين؛ ولكنَّ هذه الدراسةَ افتقرت إلى العددِ الكافي من العيِّنات؛ ولذلك، يخضع العلاجُ باللوبينافير مع الرِّيتونافير إلى الاستقصاءِ الآن ضمن دراسةٍ تحت إشراف منظَّمة الصحَّة العالـميَّة.

 

المصادر: المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها

https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/hcp/therapeutic-options.html

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://hospital.psau.edu.sa/ar/news/1-729